Prezentace se nahrává, počkejte prosím

Prezentace se nahrává, počkejte prosím

أ . د : ليلى توفيق كلية التربية جامعة 6 أكتوبر

Podobné prezentace


Prezentace na téma: "أ . د : ليلى توفيق كلية التربية جامعة 6 أكتوبر"— Transkript prezentace:

1 أ . د : ليلى توفيق كلية التربية جامعة 6 أكتوبر
تاريخ الفكر التربوي أ . د : ليلى توفيق كلية التربية جامعة 6 أكتوبر

2 فلاسفة وعلماء الغرب الحديث

3 فرانسيس بيكون (Francis Bacon) (1561 – 1626 )

4

5 ولد في عام (1561) في بيئة راقية والده السير (نيقولاس بيكون) حامل أختام الملكة، وأمه ابنه السير (أنتوني كوك) الذي كان مربيا (لإدوارد السادس) وكان ركنا من أركان (الإصلاح الديني) في عصره، تلقى (بيكون) تعليمه في طفولته على يد مربيين خاصين، ثم التحق بكلية (ترينتى بكامبريدج) في سن (الثالثة والعشرين)، انتخب عضوا في البرلمان.

6 يعتبر فيلسوف وسياسي (إنجليزي)، كان فيلسوفا، متخصصا في القانون أطلق عليه لقب (القاضي الفيلسوف) حيث بلغ أعلى درجة في القضاء، وأصبح (قاضي القضاة) في انجلترا، ومن أعظم أعماله، مجلدا من ستة أجزاء بعنوان (الجديد العظيم) عرض فيها آراءه وأفكاره عن العلوم المعاصرة وبشر بالفكرة التي يستدعيها الزمن الحاضر والزمن المستقبل من بعده وكانت بداية الكشوف الموالية في العلم الحديث .

7 وفلسفة (بيكون) تدعو إلى بناء نظام علمي جديد في المجتمع، يقوم على الفكر العلمي المنهجي، والملاحظة الدقيقة ، والاستقراء العلمي ، الذي يوضحه (بيكون) على أنه عملية تحليله منهجية علمية، وهو من أكثر المتشددين في الدعوة إلى الرؤية الواقعية في حياة الإنسان والمجتمع، وذلك بإتباع العلم، والاعتماد على التجربة واستخدام الحواس، لأنهما يعتمدان على المنهجية العلمية، ويعتبر المعرفة المشتقة من الطبيعة هي الصالحة للدراسة.

8 آراء بيكون : انتقد (بيكون) في كتاباته فلسفة (أفلاطون) وهاجم آراء (أرسطو) وطالب فلاسفة عصره أن يتجاوبوا مع العصر الذي يعيشون فيه، ويهتموا بالواقع الحقيقي للحياة، وذكر الفلاسفة بالاكتشافات الجغرافية، والفلكية والعلمية، واختراع فن الطباعة، التي تعتبر جميعها ثمرة (الأسلوب العلمي في التفكير، والتجربة، والملاحظة المنهجية).

9 وهذا ما دعاه إلى القول بأن الهدف من العلم هو إتاحة الفرصة للإنسان لكي يسيطر على الطبيعية، من أجل أن يكون العلم نافعا للمجتمع.

10 وهو يرى أن العلم يحسن ظروف الحياة المادية ويسعد الناس ويعمل على رفاهيتهم، وإذا استطاعت المدارس نشر المعرفة، فإن هذا سيؤدي إلى حل المشكلات التي حيرت البشرية، وهو يعتبر المعرفة (قوة) فإذا تحسنت معارف الناس تحسنت أحوالهم، ورحب بالإلهام الإلهي، الذي يؤدي إلى تطوير المجتمع وتقدمه. وتعتبر آراء (بيكون) من الآراء القوية التي ترددت خلال القرون الثلاث الماضية منذ أيامه وحتى الآن .

11 جون لوك (John Jacke) (1632 – 1704 )

12

13 يعتبر من أعظم الفلاسفة الإنجليز الذين يمثلون النزعة التجريبية مدافعا عن المذهب الواقعي الحسي.

14 ولد في عام (1632) تلقى تعليمه في منزله تحت إشراف والده، وعندما بلغ (الرابعة عشر) التحق بمدرسة (وستمنشستر)، ثم التحق بكنيسة (المسيح) ودرس الطب إلا أنه لم يشتغل بالمهنة، وكان نتيجة دراسته لمهنة الطب، والتدريب على التجريب العملي، نجده تأثر بالفلسفة التجريبية ويعتبر (لوك) من أوائل قائمة الفلاسفة الواقعيين الحسيين .

15 عاش (لوك) خلال فترة من الانقلابات السياسية في (إنجلترا)، وقد شهد الثورة ضد (شارل الأول) وضد (كرومل)، وعودة (شارل الثاني) وتوليه (وليم ومارى) وقد عمل مع بعض السياسيين ذوي النفوذ، فكان ثائرا حرا، مما كان له أكبر الأثر في فلاسفة التحرير الفرنسية مثل : (فولتير) و (منتسيكير) و (جان جاك روسو).

16 من أعظم كتب (لوك) (مقال في الفهم الإنساني) الذي نشره عام (1690م) عرض فيه المذهب التجريبي وكيفية حصول العقل على المعارف، متأثرا بالفيلسوف الإنجليزي (فرانسيس بيكون) والفيلسوف الفرنسي (رينيه ديكارت) .

17 وتتضح آراء (لوك) في التربية، في كتابه الذي أصدره عام (1693م) بعنوان (آراء في التربية). طالب فيه باستقلال التعليم عن (الكنيسة) والحكومة وطالب بضرورة توفير الحرية للمتعلم، وتربيته تربية مستقلة، على عكس التربية التي كانت سائدة في الغرب في تلك الفترة.

18 آراء لوك في التربية : من آرائه في التربية أنه رفض مذهب (الفطرة) الذي يدعو إلى أن الإنسان عند مولده يكون مزودا بأفكار فطرية موروثة ترتبط باليقين لحقائق الدين والعلم والأخلاق، وذلك بحجة أن الحس في الإنسان متغير وغير يقيني، وأوضح (لوك) نظرية بديلة، وهي أن العقل في الطفل عندما يولد يكون كاللوح المصقول (أو كالصفحة البيضاء) التي لم يكتب ولن ينقش عليها شيء من قبل و أوضح أيضا أنه كلما كبر الطفل زادت معرفته، ونضج فكره عن طريق المعرفة والخبرة والتجربة.

19 من آراء (لوك) المتحررة رفضه للنظام المستبد في الحكم، مما أدى إلى إزالة الغشاوة عن عيون الناس، فبدءوا يتساءلون باحثين عن الحكومة العادلة، وعن التحرر من السيطرة السياسية، ففي رأيه أن ( الإنسان بطبيعته قوة يحمي بها ممتلكاته، أي حياته، وحريته من غيره من البشر).

20 كان (لوك) يطالب بتعليم الطبقة الراقية التي من خلالها يستطيع المجتمع أن ينهض ويرقى . وهنا يظهر التناقض بين النزعة التحريرية، وقصر التربية الكاملة (التعليم) على فئة معينة من الشعب .

21 نجده أيضا يهتم بتعليم الفقراء خاصة الأطفال، فيقول أنه على الأطفال في سن (الثالثة والرابعة عشر) أن يكونوا تحت إشراف مدرسين يدربونهم على العمل وليتفهموا الصناعة حتى يردوا للمجتمع بإنتاجهم، من صرف على تغذيتهم .

22 آراء (لوك) التربوية :

23 1. إن الخبرة أساس كل معرفة، فالطفل يولد وعقله صفحة بيضاء، يستمد معلوماته وخبراته من الظواهر الداخلية (نشاط الفهم) .

24 2. يؤمن (لوك) بإلهام الإله .

25 3. ضرورة التربية الجسمية والخلقية، وأن يبدأ الطفل تعلمه بالمحسوسات وهي من فلسفة (الواقعية الحسية) .

26 4. يهتم في التربية بقوة الجسم، والفضيلة وصلاح النشأة وحكمه السلوك والمعرفة، علما أن المعرفة تتوقف على صحة الجسم وحسن الخلق، والنشأة الطيبة ويظهر اهتمامه بتربية الجسم فيقول، إن العقل السليم الجسم السليم .

27 5. ينصح الآباء لكي ينمو الأطفال نموا جسميا صحيحا : أ- أن يلبسوا ملابس ثقيلة تدفئهم شتاءا . ب- أن يسيروا ورؤوسهم عارية . ج- أن يناموا مبكرا ويستيقظوا مبكرا . د- النوم ثمان ساعات، والتقشف مستحب .

28 6. يرى أهمية التربية الخلقية، وبذلك يكون الجسم قويا قادرا على تنفيذ أوامر العقل، لأن الجسم القوي قادرا على تحمل مختلف الصعاب، والرغبات .

29 7. أن يتعلم الطفل إنكار الذات والسيطرة على النفس، إخضاع الرغبات والمطالب وعدم والاندفاع وراءها، والغرض من الحصول على الشيء إذا كانت هناك رغبة يكون من أجل المصلحة وليس من أجل إرضاء الرغبة .

30 8. تكوين العادات الصالحة، مثل تدريب الأطفال على تقبل أوامر الأب والمعلم على أن يتحكم الخوف في تحديد سلوكهم في طفولتهم، ويتحول محور السلوك إلى الحب والصداقة عندما يكبر الطفل، وينصح بعدم استخدام العقوبة الشديدة خاصة عقوبة الضرب، لا تستخدم إلا في الحالات القصوى، وينصح باستخدام المدح لرفع الروح المعنوية للطفل .

31 9. أهتم بالتربية العقلية، ليس من أجل الكمال في أي علم من العلوم، ولكن لكي يتفتح العقل لشتى العلوم، ومهمة المعلم أن يدرب (ملكات) المتعلم ويعلمه حسن استخدام وقته، وأن يعوده تحمل الآلام ليحقق الكمال في عمله .

32 ويعرف (لوك) (الإحساس) بتجربة الإنسان الظاهرية الواقعة على الأشياء الخارجية، أما (التأمل) فإنها تجربة باطنة تجري في نفس الإنسان، وكان (للوك) أكبر الأثر على توجيه التربية منذ القرن (السابع عشر) بآرائه الفلسفية التي تفيد المربيين في عملية التعليم والتعلم .

33 خاصة أن آراؤه قد أثرت على التربية الإنجليزية والأمريكية وخاصة في عملية التدريب، ومشكلة النظام، كما تأثر بها (روسو) وخاصة في اهتمامه بتربية الطفل تربية طبيعية .

34 جان جاك روسو (j.j. Rousseao) (1712 – 1778 )

35

36 وهو يعتبر فيلسوف القرن (الثامن عشر)، قابل في حياته صعابا كثيرة ، عاش فقيرا وتقلد في مناصب صغيرة إلي أن أصبح مربيا كبيرا ، وخلال حياته كان قارئا مكثرا ، فقرأ الشعر والتاريخ والفلسفة والرياضيات والفلك .

37 ولد (روسو) في عائلة فرنسية (بروتستانتية) تقيم في (جنيف) عام (1712م) ماتت أمه في ولادته ، رباه والده حتى سن (العاشرة) ثم كفله أقارب أمه .

38 درس لتعليم الكتابة وتسجيل العقود وفشل، حاول تعلم فن النقش ولكن قسوة معلمه أبغضته في فن النقش وتعلمه، وبسبب هذه القسوة تعلم الكذب والسرقة والجبن والمكر، أيضا يقول في اعترافاته الصريحة التي لم يقم بها أحد من قبل أنه عمل في خدمة بعض الأغنياء، وأعتنق (الكاثوليكية) ، و تعرف بسيدة غنية اسمها مدام (دي وارنز) وهي أرملة شابة متحررة، علمته الموسيقي والكلاسيكيات، ثم تركتها ورحل إلى (باريس) ثم عاد إليها مرة أخرى، ثم تحول إلى حب سيدة أخرى .

39 عهد إليه بتربيه أطفال إحدى العائلات الغنية في (ليون) ولم ينجح كمدرس، ثم رحل إلى (باريس) مرة أخرى بطريقة جديدة في الموسيقي، فرفضت من المجتمع، عمل كاتم سر لسفير (فرنسا) (بالبندقية) لكن زملاءه وشوا به فعاد إلى (باريس) وأشتغل بالتأليف الموسيقي، ثم تزوج من امرأة غبية جاهلة (غير متعلمة) أنجب منها خمسة أطفال أودعهم جميعا في الملجأ .

40 أهم أعمال روسو : من أهم أعماله فوزه في مسابقة أشترك فيها (رسالة في العلوم والفنون) حاول تكرار تلك العملية في العام التالي قدم للمجتمع الموسيقى (رسالة في التفاوت وعدم المساواة) طالب فيها (بوجود تعبير القانون عن إرادة الشعب) وأن تعلم الحكومة جميع الأطفال تعليما سليما حتى يتربى الطفل تربية ديمقراطية، وأن تفرض الحكومة الضرائب على الأغنياء لا على الفقراء .

41 كتب (روسو) (العقد الإجتماعى) وفيه دافع عن الفقراء ونصر العامة، وطالب بالرجوع إلى الطبيعة لتحقيق (العدالة الاجتماعية) وانتشر كتاب (العقد الإجتماعى) ليكون إنجيل الثورة الفرنسية، فأعجب به الجميع من الجند والفقراء والنبلاء . لعذوبة عباراته ومتانة حججه، حتى وصل إلى أمريكا وأثر فيها .

42 وكتب (روسو)(الاعترافات) التي لم يخف فيها خطيئة من الخطايا التي ارتكبها
وكتب (روسو)(الاعترافات) التي لم يخف فيها خطيئة من الخطايا التي ارتكبها . أما مؤلفه الخالد فهو (إميل (Emile دفعه إلى كتابة هذا الكتاب سؤال وجهته إليه سيدة، طلبت فيه أن يرشدها إلى الطريق المثلى لتربية أبنائها . وهو من أشهر ما كتب عن التربية في القرن (الثامن عشر) وفكرة الكتابة موجهه إلى إنسان (المستقبل) وليس إنسان (الحاضر) ويعتبر الكتاب مرجع من مراجع التربية الهامة ليومنا هذا، وهو بالتالي مذهب تربوي عام .

43 عبر (روسو) عن آرائه التربوية في كتاباته وخاصة (إميل) ولم يقترح نظاما للتعليم، ولكنه ترك الطبيعة تأخذ مجراها . علما بأن الكثير من الآراء التي كتبها لا يمكن تطبيقها اليوم . ولكنه يقترح العديد من الوسائل لدراسة طبيعة الطفل والكتاب يتكون من خمسة أجزاء أو كتب .

44 انتشر كتاب (إميل) انتشارا كبيرا لقيمته التربوية، فقد أستهله بجملة رنانة، إذ قال حول تربية الطفل، (إن كل ما يخرج من بين يد الخالق حسن خير، وكل شيء يفسد بين يدي الإنسان) .

45 وقسم التربية بما يتناسب وأعمار الأطفال، ويقول : ) إن لكل عمر حال في الحياة، كما أن لها الملائم لطبيعتها، ونوعا من النضج خاصا بها( . وهذه الفكرة لا تزال حتى الآن .

46 أهم ما جاء في الأجزاء الخمسة من كتاب (إميل) (لروسو) :
أهم ما جاء في الأجزاء الخمسة من كتاب (إميل) (لروسو) :

47 1.الجزء الأول : التعليم فيه للمرحلة السنية من سن سنة إلى خمس سنوات، ينقل الطفل إلى الريف ليعيش بين أحضان الطبيعة، ولا يتدخل أحد في تربيته، فيترك طليقا حرا، مجردا من ملابسه حتى لا تتقيد حرية الطفل بها، كما لا يجوز زيادة العناية بالطفل حتى يتعود على مواجهة الصعاب ومشاكل الحياة. والأم في هذه المرحلة هي مصدر حبه والأب هو المربي الأول والمعلم يعلمه واجبات الرجال.

48 2. الجزء الثاني : التعليم فيه من سن الخامسة حتى الثانية عشر، ويظل الطفل في الريف يعلم نفسه بنفسه، في الطبيعة، يتحمل خطأه، والتربية في هذه المرحلة تربية بدنية وأخلاقية، ولا داعي للقراءة والكتابة، حتى لا يجبر التلميذ على شيء صعب فهمه، ويكتفي بتدريب الحواس .

49 3. الجزء الثالث : التعليم فيه للمرحلة السنية من (الثانية عشر إلى الخامسة عشر)، وهي مرحلة البلوغ، والتفكير والدراسة والعمل والتعليم فيها أيضا يعتمد على الطبيعة، وكان رأي (روسو) عدم اللجوء إلى الكتب، لأنه يعتبر الكتاب الحقيقي هو الطبيعة وحقائق الحياة هي موضوعات الدراسة، ويقترح (روسو) أن تكون موضوعات الدراسة هي : (الجغرافيا والفلك والجبر والطبيعة) . وأن يكون أسلوب التدريس هو الممارسة العلمية وأن يتعود الطفل في هذه المرحلة السنية على الخشونة والتقشف فيفترش الأرض ويلتحف السماء مثلا .

50 4. الجزء الرابع : والتعليم فيه من المرحلة السنية من سن (الخامسة عشر إلى العشرين) ، في هذه المرحلة يهتم التعليم بالتربية الدينية والخلقية ليعرف علاقته بالله والناس، ويرى القليل من النصائح والإرشاد وزيادة إتباع الطرق العلمية، واحتذائه المثل الصالحة التي يلمسها . في سير الأبطال، واحتكامه بذوي الخلق السيئ وزيارة الملاجئ والسجون حتى يشاهد أمثلة محسوسة للبؤس، ويتعرف على نتائج السلوك الخاطئ، وفي هذه المرحلة يتذوق القراءة والفن .

51 5. الجزء الخامس : تعرض (روسو) في هذا الجزء إلى تربية المرأة إلا أنه حدد أن مهمة المرأة هي أرضاء الرجل ولذلك فإن عليها أن تهتم بنفسها وشكلها وملبسها ومهارتها لما يرضي الرجل، فطلب منها ممارسة الرياضة لتكون رشيقة قوية، وأن تتعلم الطهي والتطريز ورعاية الأطفال والموسيقى ، وأن تكون جذابة، ولا يرى أن تتعلم العلوم العقلية، وكل ما تتعلمه يدور حول خدمة وإسعاد الرجل .

52 ويلخص (روسو) فلسفته التربوية في قوله : (إن الطبيعة ترغب في أن يكون الأطفال، أطفالا، قبل أن يكونوا رجالا) . من أجل ذلك ينبغي عدم إكراه الأطفال على الدراسة النظامية قبل الأوان ، وعدم النظر إلى التربية على أنها إعداد لتربية مستقبلية لأن التربية الحقة في نظر (روسو) مشاركة في الحياة، وأن تتاح للطفل فرصة النمو بشكل طبيعيا من خلال الحرية، والتعليم والتعلم بالخبرة .

53 مثل هذه الآراء التربوية التي كانت سابقة لعصره دفعت البعض إلى اعتباره ليس مؤسسا للمدرسة الطبيعية فحسب، بل مؤسسا لمدرسة (التمركز حول الطفل) . أيضا .

54 لقد عاش (روسو) حياة مضطربة، كتب دررا ثمينة ألهبت مشاعر (الفرنسيين)، بل مشاعر الباحثين عن الحرية، والكيان الفردي لكل إنسان، ثم أمضي حياته الأخيرة يعيش على الكفاف مع زوجته غبية كما كان يقال عنها، أتعبته وأهملته ولم تستمع لنصائحه، ونصر(روسو) الطفولة حتى يسعد الأطفال مؤكدا ضرورة دراسة المربي (المعلم) نفسية (الطفل) وبهذا وضع (روسو) الأحجار الأولى في بناء الحركة النفسية .

55 بستالوتزي ((J.H pestalozzi )1746 – 1827 )

56

57 كان ( يوحنا هنري بستالوتزي ) يمثل الطفولة بالبذرة ، إذا غرست فيها تربة وعهدت بالماء ، فإنها تنمو حاملة خواص الشجرة التي أنبتتها ، كذلك الطفل يحمل خواص ما سيكون عليه الرجل ، فيجب أن نتعهده ونهتم به حتى يزدهر .

58 كذلك يعتبر صاحب فضل في أنه وجه الأنظار إلى أن مشكلة التربية يجب دراستها من ناحية علاقتها بالنمو العقلي للطفل .

59 ولد ( بستالوتزي ) في مدينة ( زيورخ ) عام ( 1746م) ، عاش يتيما بعد وفاة والده في طفولته وعوضه عن أمه بعطفه الشديد ، التحق بالجامعة ودرس ( اللاهوت ) ثم تحول إلى (القانون ) كي يدافع عن الفقراء ثم تحول إلى تعلم الفلاحة والزراعة وحاول استصلاح قطعة أرض وفشل ، حاول تنشئة طفله الوحيد متبعا أسلوب ( إميل ) عن ( روسو ) إلا أنه أكتشف سلبية آراء ( روسو ) في تطبيقها وبدأ اهتمامه بالتربية .

60 اهتم ( بستالوتزي ) بإطلاق قوى الطفل الطبيعية والاهتمام بتربية أبناء جماهير الشعب تربية عقلية وخلقية وجسمية شاملة ، بغض النظر عن إمكاناتهم المادية أو استعدادهم الفطري ، وفتح بيته ( لعشرين ) طفلا يقوم على تربيتهم في الحديقة والحقل صيفا ، وداخل البيت شتاءا ، وخرج من هذه التجربة ، بأنه إذا شعر الطفل عطفا ورعاية فلن يقترف السلوك الشائن ، وجاءته أعداد أخرى من الأطفال ، كان آباؤهم فقراء . إلا أن (بستالوتزي ) فشل معهم لسوء ظن الآباء في أنه يريد استغلال أطفالهم من أجل المادة ، وفرّ الأطفال بعد أن كساهم ملابس جديدة و أوشك على الإفلاس ، لولا إعانة زوجته له من مالها حتى نفذ .

61 من خلال التجربة لاحظ أن الخبرة الشخصية تعمل على تقدم عقل المتعلم من القريب الملموس إلى البعيد المعنوي ، ومن الخاص إلى العام ، ومن المعلوم إلى المجهول .

62 ثم اتجه إلى الأعمال الأدبية ، فرأس تحرير صحيفة ثورية ، وكتب مقالات تدور حول ( الإصلاح الاجتماعي ) و أنه لا يتم إلا عن طريق التربية وكتب (ساعة الناسك الليلية ) الذي أحتوى على مائة وثمانون اقتراحا تربويا ، وكتب عن سكان الريف و أسباب انخفاض مستوى معيشتهم ، ونادى بضرورة تنمية أخلاق الطفل وعقليته ، ثم كتب كتاب (كرستوفرواليزا) وضمنه بعض المبادئ التربوية ، إلا أن الكتاب لم يلق رواجا وفشل ، كما فشلت الصحيفة الأسبوعية التي كان يصدرها وسبب هذين الفشلين أنه كتب للدراسة والموعظة ، وكان الناس يفضلون القراءة للتسلية والمتعة .

63 تعرف ( بستالوتزي ) على فلاسفة ( ألمان ) مثل ( جوته وفيخته ) ثم كتب مؤلفا عنوانه ( بحث في أثر الطبيعة في نمو الجنس البشري ) ومن صعوبته لم يتفهمه الناس .

64 وفي مدينة ( ستانز ) سنة ( 1798 م ) قام بتربية ( أربعين) طفلا هو وبعض زملائه ( قام الفرنسيين بذبح آبائهم ) وفي هذه المؤسسة التعليمية حاول أن يجمع بين النشاط التربوي والصناعة اليدوية معتمدا على جذب الطفل ثم تحقيق رغباته اليومية ، وأشعاره بالعطف والحب ثم عاش في دير مع بعض الأطفال حتى أحتله الجيش الفرنسي .

65 لقد نجح الأطفال من خلال فهم عقولهم وقوانين النمو ، وكيف يجذب قلوب الصغار نحوه . وعهد إليه بالإشراف على مدرسة في ( برجدروف ) بلغ عدد تلاميذها سبعين طفلا تتراوح أعمارهم بين ( العاشرة والسادسة عشر ) وقد كان كل تفكيره في خير كل الأطفال .

66 اشتهر ( بستالوتزي ) ومنحته الحكومة إعانة مالية ، افتتح فصلا لتدريب المعلمين إلا أن الظروف السياسية أدت إلى قطع الإعانة المالية ، فهاجر ( بستالوتزي ) إلى ( فردون ) وفي قلعتها بدأ يعمل .

67 توافدت إليه وفود كثيرة ليدرسوا ويلاحظوا طريقته في التربية حيث كان يقول دائما ( إذا أردنا أن نمد يد العون إلى الفقير البائس فلا يوجد سوى طريق واحد هو ، تغيير المدارس إلى أماكن للتربية الحقيقية ، حيث يتاح للقوى ( الخلقية والعقلية والجسمية ) التي منحتنا إياها الطبيعة أن تعمل وتظهر ، وبذلك يمكن للإنسان أن يحيا كما يجب أن يحيا الإنسان راضيا عن نفسه ومرضيا غيره ) .

68 آراء بستالوتزي التربوية :

69 أن تكون العلاقة بين المعلم والتلميذ علاقة صحيه .
أن اعتبار النمو هدفا للتربية معناه أن يصبح الطفل محور اهتمام . في ظل التربية الصحيحة ينمو الطفل النمو الصحيح . التربية هي نمو جميع قوى الإنسان وملكاته نموا طبيعيا في أتساق وانسجام . إن التجارب والنواحي العملية تعمل على تطوير العقل ، فتتحسن وتتحلل المعارف إلى عناصرها الأولية المبسطة ، حتى تجذب اهتمام الطفل ، ويتم هذا عن طريق الملاحظة والتأثير الحسي . يجب أن تكون المحبة أساس العلاقة بين المعلم وتلاميذه ، وأن تكون الركيزة التي يبني عليها النظام المدرسي .

70 لقد نجح ( بستالوتزي ) في تجاربه مع الأطفال ، وكان لشخصيته الكريمة فضل كبير في نجاح العملية التعليمية ، إلا أنه لم يبين لنا بصورة نظرية أو عملية كيف ينمو العقل ، وكيف تتم عملية التمثيل العقلي ، وكيف تتحول الإدراكات الحسية إلى أفكار .

71 جون فريدريك هربارت J.Friedrich Herbart (1776-1841م )

72

73 يرجع الفضل إلى ( هربارت ) في تأسيس مهنة التدريس على أسس علمية ووضع لها دراسة سيكولوجية و أطلق عليه ( أبو المدرسين ) وهو أول من وضع للتدريس خطوات وهي ( المقدمة – العرض – الربط – الاستنتاج – التقييم ) . وقد تناول ( هربارت ) أفكار ( بستالوتزي ) وطعمها بأسس نفسية .

74 ولد ( هربارت ) بمدينة ( أولدنبرج ) بألمانيا عام (1776 م) من عائلة على قدر كبير من الثقافة . درس الفلسفة في جامعة (بينا ) حيث تأثر بآراء ( فيخته ) ، في عام ( 1799 م ) قبل وظيفة مربي لثلاثة أخوة أعمارهم ثمان سنوات وعشر سنوات و أربعة عشر سنة ، ومن هذه التجربة العملية كون عقيدته التربوية .

75 زار معهد (بستالوتزي ) في ( برجدورف ) عام (1799م ) ، عين أستاذا للفلسفة في جامعة ( هيدلبرج ) عام (1809 م ) والحق بها مركزا نموذجيا لتدريب المفتشين والنظار . من أهم كتاباته ( نظام في الفلسفة وكتاب علم النفس ) و (مقالات تربوية ) و ( ملاحظات في التربية العامة ) .

76 آراء هربارت التربوية :

77 أسس آرائه التربوية على الأخلاق وعلم النفس
أسس آرائه التربوية على الأخلاق وعلم النفس . فالأخلاق : من وجهه نظره تحدد الهدف . وعلم النفس : يحدد الوسائل . و أهم آراء هربارت هي :

78 أن التربية الأخلاقية والفضائل هي الطريق إلى المعرفة ، وأن المدرس عليه أن يكونّ عند تلاميذه وينمي فيهم ( البصيرة والإرادة ) حتى يتحقق الانسجام بينهما ، ومن واجبات المدرس أن يفهم ويعرف نفسية تلاميذه حتى يستطيع أن يتعامل معهم على أساس علمي سليم . لتحقيق الفضيلة وهي الهدف الأسمى للتعليم ، ينبغي أن نهتم باهتمامات التلميذ ونشبعها ، وهو أساس ما تنادي به التربية الحديثة الآن .

79 و الاهتمامات قسمها ( هربارت ) إلى :

80 اهتمامات تنبع من ( المعرفة ) ، وهي الخبرة الحسية التجريبية أو التأمل في طبيعة الأشياء وتقدير الجمال . اهتمامات تنشأ عن طريق ( الربط ) وهي أفكار التعاطف الوجداني التي تربط الفرد بغيره . اهتمامات ( بالأفكار الاجتماعية ) المرتبطة بالمجتمع . اهتمامات ( بالأفكار الدينية ) المرتبطة بمصير الإنسان . إن تفاعل العقل لا يتكون ولا يكتسب ما ينطوي عليه من معارف بنمو القدرات الفطرية ، ولكن عن طريق الخبرة بما فيها من تجريب واستطلاع .

81 لذلك كان ( هربارت ) ينادي بترابط مواد الدراسة ، وتجميعها في وحدات متصلة ، حتى يدركها الطفل كلها كوحدة واحدة .

82 هوراس مان Horace Mann (1796 – 1859 م )

83

84 وهو مربي أمريكي شده الإيمان بالمستقبل جعلته يقول عنه أنه ميدان عملنا ، و أول من نادى بضرورة تحقيق التقارب بين الطبقات الغنية والفقيرة في التعليم ، بحيث يجمع أولادهم في مدرسة واحدة .

85 قام بجولة ( لأوروبا ) مدة ستة أشهر ، زار خلالها ( انجلترا – اسكتلندا – ايرلندا – هولندا – ألمانيا ) كان أول سكرتير لمجلس التربية في ولاية (ماساشوتس ) الذي أنشا عام ( 1837 ) وظل يعمل به ( أثنى عشر عاما) كان ضمن مهامه كتابة تقريرا سنويا إلى السلطة التشريعية للولايات المتحدة ، تضمنت التقارير بعض المقترحات ، كان ضمنها التقرير السابع الذي كتبه عام ( 1843 ) عقب عودته من زيارته ( لأوروبا ) التي استمرت ستة أشهر من أهم مقترحاته عن التعليم بعد أن قام بعمل عدة مقارنات بين الدول التي زارها في (تنظيم المدارس وطرق التدريس) دعا إلى :

86 عدم صبغ التربية بالصبغة الطائفية .
زيارة تدخل الولاية في التعليم للقضاء على جذور المشكلات التعليمية التي لها تاريخها .

87 عندما توجهت جهوده بالنجاح عام (1840 ) قام بإنشاء أول مدرسة (ابتدائية عامة ) وسنّ أول قانون للتعليم الإلزامي من أهم نقاط هذا القانون ( عدم التزام المدارس العامة أو تحيزها لمذهب ديني معين دون آخر ) وكان يرى ألا تقوم المدارس بتدريس مذهب معين في الدين دون آخر ، مما كان له الأثر في إلغاء تدريس الدين في المدارس الأمريكية ولا تدخله ضمن برامجها ، و إنما تترك مسئولية تعليم الدين إلى الكنيسة والآباء .

88 وكان لآراء ( مان ) أثر كبير في التطبيق التربوي والإصلاحات التربوية في ( الولايات المتحدة الأمريكية ) خاصة عندما نجح في إنشاء مدرسة ابتدائية عامة وبذلك لقب ( أبا المدرسة العامة ) .

89 وقد قام ( مان ) بتطوير برامج ومناهج إعداد المعلمين ، وطالب بزيادة السنوات الدراسية بالمدرسة الابتدائية ، وبذلك استطاع أن يحصل على تأييد شعبي ومالي من أجل تحسين وتطوير المدارس . بعد أن كان له عداوات وصراعات من رجال الدين والكنيسة .

90 وبفضل جهود ( مان ) أيضا أنشأت أول مدرسة لإعداد المعلمين ( النورمال ) في ولاية ( ماساشوتسي ) عام (1839) وانتشرت آراؤه ، وأفكاره خارج ولايته امتدت إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة ، بل وخارجها في (شيلي و الأرجنتين ) .

91 فردريك فروبل F.W Froebel ( 1782 – 1852 )

92

93 هو صاحب الفضل في اكتشاف أو اختراع ( رياض الأطفال ) ويعتبره بعض علماء التربية من أعظم المربين في القرن ( التاسع عشر ) على الإطلاق لأنه كان ينظر إلى التربية على أنها عملية تفتح لشخصية الطفل ونموها نموا سريعا سليما تحت إشراف وتربية المربين ، والبعض يراه على النقيض حيث أنه أضاع وقته وشغل الناس بلعب الأطفال والبعض يراه صاحب آراء غامضة غير مفهومه .

94 ولد ( فروبل ) في إحدى قرى ألمانيا عام ( 1782 ) ماتت أمه وعمره تسعه أشهر ، وترك لرعاية الخدم ، وكان أبوه قسيسا متفرغا لعمله بعيدا عن طفله الذي كان يقضي معظم وقته في حديقة البيت منفردا يتأمل الطبيعة ، دخل المدرسة ومن دروس الدين أحس أنه بسلوكه يسير في طريق الجنة .

95 أراد أن يدرس في ( الجامعة ) مثل أخيه الأكبر إلا أن الظروف المادية لم تساعده ، وعاد إلى بيت أبيه في سن ( التاسعة عشر ) وعكف على القراءة .

96 وبعد وفاة والده عام ( 1802 م ) التحق بوظيفة كتابية في مصلحة الغابات
وبعد وفاة والده عام ( 1802 م ) التحق بوظيفة كتابية في مصلحة الغابات . تقلب ( فروبل ) في بعض الوظائف ، وكان أحبها إلى قلبه ونفسه ما عمل فيها في الطبيعة وبين أحضانها البريئة الجميلة حتى عينّ مدرس في مدرسة ( فرانكفورت ) . قام بتربية ثلاثة أولاد ثم التحق بالجيش ليحمي وطنه من هجمات ( نابليون بونابارت ) ، وبعد أن أنتهت الحرب ذهب إلى قرية (جريشم ) و أسس ( المعهد الألماني للتربية ) وكان عدد الطلبة خمسة أفراد ، ونجح المعهد بعد عدة سنوات وذاع صيته ، فطلبت حكومة (برن ) بسويسرا من ( فروبل ) أن يضع خطة لإنشاء ملجأ في (برجدورف).

97 آراء فروبل التربوية :

98 تضمنت آراءه في كتابه ( تربية الإنسان ) ، أما عن فلسفته التربوية فقد سيطرت فكرتان على تفكيره ، هما مثالية غامضة ، وحب أكيد للأطفال والطفولة :

99 1. يرى أنه لا يوجد شيء أمتع من الاتصال القريب بالأطفال. 2
1. يرى أنه لا يوجد شيء أمتع من الاتصال القريب بالأطفال . 2. يجب التفرقة بين أن يمضي الكبير ساعة بين الأطفال ، وبين أن يكرس كل حياته لمراقبة سلوكهم . 3. ارتفع ( فروبل ) بمستوى المربين الذين يتعاملون مع الأطفال و كانوا يتهموا بضيق الأفق ومحدودية التفكير .

100 4. يرى أن الحياة والنمو إن هما إلا تطور تقدمي ، أن نمو الأفراد يمثل إلى حد بعيد نمو الجماعة الإنسانية في مراحل التاريخ . 5. يصف الصغار بأنهم طبيعيون بسطاء ، وجاهر بأن الطبيعة البشرية منزهة عن الشر . 6. آمن بحتمية استغلال قدرات الطفل الطبيعية ، وإمكاناته ، بتدريس المواد المختلفة ليحصل النمو المتزن .

101 7. إن تعليم الطفل الرسم لن يخلق منه فنانا ، وحفظه بعض الأغاني الخفيفة والأناشيد لن يخلق منه موسيقيا ، وكل ما يهدف إليه هو أن يتيح للطفل الفرصة لينموا نموا حرا طبيعيا هادئا كما أراد الله . 8. إن مراحل النمو ليست منفصلة ، ولكنها تكون نموا منسجما متصلا في ارتباط بديع يؤدي كل طور للذي يليه ، وتعتمد كل مرحلة على ما سبقتها المرحلة السابقة .

102 9. هناك نوعان من الترابط : الترابط بين المواد المدرسية وهو ترابط خارجي . الترابط بين مختلف المناشط النفسية وهو ترابط داخلي . وعلينا أن نربط بين الداخلي والخارجي .

103 وفي عصرنا هذا تجد آراء ( فروبل ) صدى عميقا عند المتعمقين في فلسفة التربية ، والمهتمين بدراسة الطفولة ، وخصوصا مناهج الطفولة حيث كانت تهتم بتعليم الأطفال عن طريق اللعب ، وهو أول من نادى بترابط المواد الدراسية ، وأن تكون موضوعاتها مما يدور في مجتمع الطفل وبيئته .

104 جون ديوي J.Dawy (1859 – 1952 م )

105

106 لقد كان (جون ديوي ) ولا يزال أعظم رجال التربية في العصر الحديث وسر عظمته أنه كان مربيا أولا وفيلسوفا ثانيا ، وقد وحد بين التربية والفلسفة ، وعلى هذا فقد تميز فكره بالواقعية والمرونة ، كما كان دائما يطور في أفكاره ونظرياته محاولا القضاء على التناقض الذي ظهر بين أفكار المدرسة ( المثالية ) وبين المذهب (المادي ) في العصر الحديث لأنه يعتبر مؤسس الفلسفة (البراجماتية ) ومؤسس المدرسة ( المتمركزة حول الطفل ) في التربية ، التي اعتبرت نقطة تحول في الفكر التربوي الحديث .

107 ولد في مدينة ( برلنجتون ) بولاية ( فرمونت ) الواقعة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية ، على مقربة من حدود كندا ، وهو الأبن الثالث لأسرة من الطبقة المتوسطة الحال ( برجوازية ) أبواه من المهاجرين الذين وفدوا إلى أمريكا من بلاد ( الفلمنك ) هربا من إضطهاد الحكام في ذلك الوقت .

108 تخرج من المدرسة الثانوية عام ( 1875 م ) ، حصل على الدكتوراه من جامعة ( جون هوبكنز ) عام (1884 م ) وشغل وظيفة مدرس فلسفة بجامعة (ميتشجان ) وابتداء من عام (1894 م ) أصبح ( ديوي ) استاذا بجامعة ( شيكاغو ) ، بعد فترة وجيزة افتتح صف دراسي تجريبي يعمل على مذهبه ( البراجماتية ) ، التي رفضت المناهج التعليمية التقليدية .

109 إن حركة التمركز حول الطفل في التربية ليست في الأصل من ابتكار (جون ديوي ) ولكن سبقه العديد من المربين كل منهم له دور في تنمية وانتشار تلك الحركة ، كما ساعد على تدعيم تلك الحركة بعض معاصريه و أنصاره ، إلا أن ( ديوي ) استطاع أن يكون نسيجا متكاملا بفضل لمساته الفلسفية ، وبعد ذلك توجه إلى ميدان التطبيق العملي .

110 لذلك كان التعليم شيئا والتربية شيئا آخر ، فالتربية تحمل معنى أخلاقي والتعليم معنى علمي . وقد أوضح ( ديوي ) في نظرياته أن التربية التقليدية التي درج عليها الناس ، والتي تعتمد على الحفظ والتلقين ، يجب معارضتها ، والقيام بتربية حديثة تقوم على فلسفة جديدة ، وعلى نظرة جديدة لطبيعة الإنسان والمجتمع .

111 نجح ( ديوي ) في نشر فلسفته الجديدة لأنه آمن بها ، وكتبها دستورا بعنوان ( عقيدتي التربوية ) عام ( 1897م) أي بعد شغله منصب مدير مدرسة المعلمين في جامعة ( شيكاغو ) بثلاث سنوات ، ويقول ( ديوي ) لا خير في نظريات تربوية دون أن تنزل إلى ميدان التجربة وتنقل من وجود بالقوة إلى وجود بالفعل .

112 تزوج ( ديوي ) من معلمة أنجب منها ستة أطفال بين ذكور و إناث ، وهنا بدأ التحول يظهر في كتاباته ، من خلال ملاحظاته أطفاله ومتابعة نموهم ومشاكلهم وتباين سلوكهم .

113 من أهم مؤلفات ديوي :

114 ( معالم نظرية نقدية في الأخلاق ) ، ( قانون الإيمان التربوي) ، (المدرسة والمجتمع ) فسر فيها المناهج التي نفذها في معمل مدرسته من أجل الأطفال ، ( الديمقراطية والتربية ) يرى أن التربية هي العملية التي تعيش الجماعات البشرية على استمرار وجودها ( دراسات حول النظرية المنطقية ) ، ( المنطق نظرية البحث ) ، ( إعادة البناء في الفلسفة ) ، (طبيعة الإنسان وسلوكه) ، (الخبرة و التربية ) ، ( الخبرة والطبيعة ) ، (الحرية والثقافة ) ، ( في علم النفس ) برهن فيه أن طبيعة العقل ووظيفته الأدائية هما المبدآن الأساسيان للفكر الفلسفي ، ( عقيدتي التربوية ) ، آخر مؤلفاته ( المعرفة والمعروف ) .

115 ويعتقد ( ديوي ) أن كل فن حقيقي تعبير عن خبرات في المقام الأول ، وتتركز كل مواد المقررات الأخرى بقدر المستطاع حول (أنشطة تمارس في المدرسة ) وكانت مدرسة ( ديوي ) معملا حيث يصنع الأطفال أشياء يكونوا قد تعلموها عن طريق التجارب المعملية تحت إشراف المدرس الذي كان دائما يبحث عن معلومات جديدة إضافية من الكتب .

116 ويتضح لنا أيضا اهتمام ( ديوي ) بالتربية ، حيث كان اعتقاده أن كل تربية تقوم على مشاركة الفرد في الوعي الإجتماعي للجنس البشري ، وتبدأ هذه المشاركة لا شعوريا منذ الولادة ثم تتطور مع الوليد ، عن طريق التربية اللاشعورية يصل الفرد إلى التراث الفكري ، ومن ثم يشارك في التطور الحضاري لأمته ، أما المدرسة وهي المؤسسة الاجتماعية الهامة ، فهي في نظر ( ديوي ) أول مؤسسة اجتماعية وهي عبارة عن صورة للحياة الجماعية التي تساعد على تحقيق غايات المجتمع ، ولهذا يرى ( ديوي ) أن التربية هي عملية من عمليات الحياة ، بل هي الحياة نفسها ، وليست اعداد (لحياة المستقبل ) .

117 لذا يجب أن تمثل المدرسة والتربية بشكل عام ( الحياة الحاضرة) ، ( فالماضي قد انتهى والحاضر هو الحياة ، والمستقبل لا يعلمه أحد إلا الله ومع ذلك يعتبر ( ديوي ) ) أن التربية اليوم (الحاضرة ) هي رصيد للمستقبل القادم (الغير معلوم) فنحن نعد الجيل لليوم ، ولمشاكل اليوم ، وبإعدادنا هذا نكون قد حصنّاه ضد مشاكل المستقبل .

118 و أعطينا مفتاح حياة اليوم ، ليستعمله أنى شاء في مستقبل حياته ، وبذلك نكون وصلنا إلى إعطاء الجيل ( الخبرة ) والخبرة معناها عند (جون ديوي ) فيلسوف الخبرة هي تفاعل الفرد مع البيئة الاجتماعية فيكتسب من هذا التفاعل العادات والتقاليد وأساليب التفكير والمثل العليا وغير ذلك عندئذ يصبح الفرد حاملا لهذه الأساليب والمعايير ، ناقلا لها حياة راهنة إلى حياة مقبلة ، وبذلك يتيسر للمجتمع الاستقرار والدوام .

119 آراء ديوي في المعرفة والتربية :
آراء ديوي في المعرفة والتربية :

120 كثرة إنتاج ( ديوي ) للكتب والمؤلفات شجعته على نشر دعوته (للبراجماتية ) وكانت أول انطلاقه له في التأثير المباشر على التعليم في (أمريكا ) إنبعثت من مؤلفه ( الديمقراطية والتربية) الذي نشر عام (1916م ) ثم تلاه بكتاب قيم عن ( الخبرة والطبيعة) نشر عام (1925م ) وبعده أصدر العديد من الكتب والمؤلفات لتعزيز فلسفته (البراجماتية ) حيث أصبح لتلك الفلسفة مركز مرموق في جامعات أمريكا والجامعات الآخرى في أنحاء العالم . ومن تلك الآراء ما يلي :

121 1. إن التجربة والخبرة تلعبان دورا رئيسيا في الحصول على المعرفة ، وأن الأفكار هي امتداد للمعرفة ، والإدراكات الحسية ، والمعرفة مستمدة من ثلاثة روافد رئيسية هي : أ. التجربة التي يقوم بها الفرد . ب. الخبرة التي يتزود بها أثناء التجربة . ج. الحواس التي تعاونه على الإدراك المباشر .

122 2. إن التفكير لا يبدأ عشوائيا وبلا هدف ، وإنما يبدأ عندما يصادف الفرد مشكلة ما يعمل على حلها . 3. إن المعرفة يصنعها الإنسان ، بحيث لا يقتصر الأمر في التعليم على استقبال المعلومات والحقائق ، بل إن الإنسان قادر على أن يصنع معرفة بنفسه عن طرق تفاعله مع المجتمع الذي يعيش فيه . 4. إن المعرفة أداة للعمل المنتج ولا يتقصر التعليم على الدراسات النظرية .

123 5. إن التربية عملية تفاعل وتكيف بين الفرد والبيئة الجغرافية والاجتماعية لذلك وجب على التربية تطبيع الفرد مع مجتمعه والتغيرات التي تحدث فيه . 6. إن التربية تعد الفرد لحياة داخل مجتمع متطور ، حتى يستطيع أن يساير ركب الحضارة والتطور لخدمة المجتمع . 7. إن التربية لا تنعزل عن المجتمع ، لذلك يجب أن تستمد برامجها ومناهجها و أنشطتها من أهداف المجتمع ومكوناته .

124 8. إن وظيفة التربية هي الكشف عن ميول التلاميذ واستعداداتهم وقدراتهم ومواهبهم ، والعمل على توجيهها وتنميتها 9. أن المدرسة من نتاج المجتمع ، وعلى الطفل أن يمر في خبرات فعلية مرتبطة باحتياجات ومشاكل الحياة الاجتماعية ، لذلك يجب أن يشمل المنهج المدرسي على كل مناشط ومشاكل المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ويجب على الأطفال أن يشتركوا في الصراعات الاجتماعية والخلقية الموجودة في مجتمعهم حيث أنهم يعيشون في هذا المجتمع . وسوف يكون التلاميذ باحتكاكهم المباشر بمجتمعهم ، فكرتهم عن النظام الاجتماعي .

125 ليست مهمة المعلم مجرد تدريس الأفراد ، بل تكوين الحياة الاجتماعية الصحيحة ، ويجب أن يعرف كل معلم كرامة مهنته ، أنه خادم اجتماعي ، انفرد بحفظ النظام الاجتماعي الصحيح ، وتأمين النمو الاجتماعي الصحيح وعن هذا الطريق فالمعلم دائما رسول الحق والهادي إلى ملكه .

126 تم بحمد الله


Stáhnout ppt "أ . د : ليلى توفيق كلية التربية جامعة 6 أكتوبر"

Podobné prezentace


Reklamy Google